تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته  
{وَهَٰذَا ٱلۡبَلَدِ ٱلۡأَمِينِ} (3)

المفردات :

البلد الأمين : مكة المكرمة .

التفسير :

3- وهذا البلد الأمين .

وهو مكة المكرمة ، وأمين بمعنى آمن ، حيث يأمن الإنسان على نفسه وماله وعرضه ، فقد حرّم فيه العدوان ، حتى لو وجد الإنسان قاتل أبيه في مكة فلا يحل له أن يقتله .

قال تعالى : أو لم يروا أنّا جعلنا حرما آمنا ويتخطّف الناس من حولهم . . . ( العنكبوت : 67 ) .

وقد سمى الله مكة بكة ، وسماها أمّ القرى ، وسماها حرما آمنا ، وجعلها قبلة المسلمين إلى يوم الدين ، وبها المسجد الحرام ، والكعبة المشرفة ، وبها ولد محمد صلى الله عليه وسلم ، ثم هاجر منها ، وعاد إليها فاتحا منتصرا ، ثم أنزل الله عليه : اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا . . . ( المائدة : 3 ) .

والمعنى : وأقسم بهذا البلد الذي جعله الله مثابة للناس وأمنا ، والذي ولد فيه محمد صلى الله عليه وسلم ، ونزل الوحي عليه صلى الله عليه وسلم في هذا البلد أول مرة بغار حراء ، ثم تتابع الوحي وكملت شريعة الإسلام .

كما قال تعالى : لا أقسم بهذا البلد* وأنت حل بهذا البلد . ( البلد : 1 ، 2 ) .