اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{وَهَٰذَا ٱلۡبَلَدِ ٱلۡأَمِينِ} (3)

قوله : { وهذا البلد الأمين } . يعني «مكة » ، والأمين على هذا «فعيل » للمبالغة ، أي : أمن من فيه ومن [ دخله من إنس ، وطير ، وحيوان ، ويجوز أن يكون من أمن للرجل بضم الميم أمانة ، فهو أمين ، وأمانته حفظه من دخله كما يحفظ الأمين ما يؤتمن عليه ، ويجوز أن يكون بمعنى مفعول من أمنه ؛ لأنه مأمون الغوائل كما وصف بالأمن في قوله تعالى ]{[60504]} { أَنَّا جَعَلْنَا حَرَماً آمِناً } [ العنكبوت : 67 ] يعني ذا أمن .

قال القرطبيُّ{[60505]} : «أقسم الله تعالى بجبل «دمشق » ، لأنه مأوى عيسى -عليه الصلاة والسلام - وبجبل بيت المقدس ، لأنه مقام الأنبياء - عليهم السلام ، و ب «مكة » لأنها أثر إبراهيم ، ودار محمد صلى الله عليه وسلم » .


[60504]:سقط من ب.
[60505]:الجامع لأحكام القرآن 20/77.