السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{وَهَٰذَا ٱلۡبَلَدِ ٱلۡأَمِينِ} (3)

{ وهذا البلد الأمين } ، أي : الآمن ، من أمن الرجل أمانة فهو أمين ، وهي مكة حرسها الله تعالى ؛ لأنها الحرم الذي يأمن الناس فيه في الجاهلية والإسلام ، لا ينفر صيده ولا يعضد ورقه ، أي : شجره ، ولا تلتقط لقطته إلا لمنشد أو المأمون فيه يأمن فيه من دخله .

قال الزمخشريّ : ومعنى القسم بهذه الأشياء الإبانة عن شرف البقاع المباركة وما ظهر منها من الخير والبركة بسكنى الأنبياء والصالحين ، فمنبت التين والزيتون مهاجر إبراهيم عليه السلام ، ومولد عيسى عليه السلام ومنشؤه والطور المكان الذي نودي منه موسى عليه السلام ، ومكة البيت الذي هو هدى للعالمين ومولد رسول الله صلى الله عليه وسلم ومبعثه اه .