السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{وَإِنَّهُۥ لِحُبِّ ٱلۡخَيۡرِ لَشَدِيدٌ} (8)

{ وإنه } أي : الإنسان من حيث هو { لحب } أي : لأجل حب { الخير } أي : المال الذي لا يعدّ غيره لجهله خيراً { لشديد } أي : بخيل بالمال ، ضابط له ، ممسك عليه ، أو بليغ القوة في حبه ؛ لأنّ منفعته في الدنيا ، وهو متقيد بالعاجل الحاضر المحسوس مع علمه بأنّ أقل ما فيه أنه يشغله عن حسن الخدمة لربه تعالى ، ومع ذلك فهو لحب المال وإيثار الدنيا وطلبها قوي مطيق ، وهو لحب عبادة ربه وشكر نعمته ضعيف متقاعس . ثم سبب عن ذلك قوله تعالى : { أفلا يعلم إذا بعثر ما في القبور } .