السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{قَالَ يَٰقَوۡمِ أَرَءَيۡتُمۡ إِن كُنتُ عَلَىٰ بَيِّنَةٖ مِّن رَّبِّي وَءَاتَىٰنِي رَحۡمَةٗ مِّنۡ عِندِهِۦ فَعُمِّيَتۡ عَلَيۡكُمۡ أَنُلۡزِمُكُمُوهَا وَأَنتُمۡ لَهَا كَٰرِهُونَ} (28)

{ قال } لهم { يا قوم أرأيتم } أي : أخبروني { إن كنت على بينة } أي : نبوّة ورسالة { من ربي وآتاني رحمة } أي : نبوّة ورسالة { من عنده } من فضله وإحسانه { فعميت } أي : خفيت والتبست { عليكم } ووحد الضمير إمّا لأنّ البينة في نفسها هي الرحمة وإمّا لأنه لكل واحدة منهما . وقرأ حفص وحمزة والكسائي بضم العين وتشديد الميم والباقون بفتح العين وتخفيف الميم { أنلزمكموها } أي : أنكرهكم على قبولها { وأنتم لها كارهون } أي : لا تختارونها ولا تتأمّلون فيها لا نقدر على ذلك . قال قتادة : والله لو استطاع نبيّ الله لألزمها قومه ولكنه لا يملك ذلك ، واتفق القراء على ضم النون من أنلزمكموها لاتصالها باللام رسماً ، وحيث اجتمع ضميران وليس أحدهما مرفوعاً وقدم الأعرف منهما جاز في الثاني الوصل كما في الآية ، والفصل كأن يقال : أنلزمكم إياها .