السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{الٓمٓرۚ تِلۡكَ ءَايَٰتُ ٱلۡكِتَٰبِۗ وَٱلَّذِيٓ أُنزِلَ إِلَيۡكَ مِن رَّبِّكَ ٱلۡحَقُّ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَ ٱلنَّاسِ لَا يُؤۡمِنُونَ} (1)

مقدمة السورة:

مكية ، إلا { ولا يزال الذين كفروا } الآية { ويقول الذين كفروا لست مرسلاً } الآية أو مدنية إلا { ولو أنّ قرآنا سيرت به الجبال } وهي ثلاث أو أربع أو خمس أو ست وأربعون آية وعدد كلماتها وخمس وخمسون كلمة وعدد حروفها ثلاثة آلاف وسبعة أحرف .

{ بسم الله } الحق الذي كل ما عداه باطل { الرحمن } الذي عمّ الرغبة والرهبة بعموم الرحمة { الرحيم } الذي خص من شاء بما يرضاه عظيم الرهبة .

{ المر } قال ابن عباس معناه أنا الله أعلم وأرى . وقال في رواية عطاء : أنا الله الملك الرحمن . وقد تقدم الكلام على شيء من أوائل السور في أوّل سورة البقرة ، وقرأ قالون وابن كثير وحفص بالفتح ، وقرأ ورش بين بين والباقون بالإمالة { تلك } ، أي : هذه الآيات { آيات الكتاب } ، أي : القرآن ، والإضافة بمعنى من ، وقيل : المراد بالكتاب السورة الكاملة ، ووصفت بالكمال من تعريف الكتاب بأل ؛ لأنّ خبر المبتدأ إذا عرف بلام الجنس أفاد المبالغة ، وقوله تعالى : { والذي أنزل إليك من ربك } ، أي : القرآن مبتدأ وخبره { الحق } ، أي : الموضوع كل شيء منه في موضعه على ما تدعو إليه الحكمة الواضح الذي لا يتخلف شيء منه عن مطابقة الواقع من بعث ولا غيره { ولكن أكثر الناس } ، أي : مشركي مكة { لا يؤمنون } لإخلالهم بالنظر والتأمّل فيه .

قال مقاتل : نزلت في مشركي مكة حين قالوا : إنّ محمداً يقوله من تلقاء نفسه فرد الله تعالى عليهم بذلك .