السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{وَمَا يُؤۡمِنُ أَكۡثَرُهُم بِٱللَّهِ إِلَّا وَهُم مُّشۡرِكُونَ} (106)

ولما كان ربما قيل : كيف يوصفون بالإعراض وهم يعتقدون أنّ الله تعالى فاعل تلك الآيات ؟ بين أنّ إشراكهم سقط لذلك بقوله تعالى : { وما يؤمن أكثرهم بالله } حيث يقرّون بأنه الخالق الرازق { إلا وهم مشركون } بعبادته الأصنام قال تعالى : { ولئن سألتهم من خلقهم ليقولنّ الله } [ الزخرف ، 87 ] لكنهم كانوا يثبتون شريكاً في العبودية . وعن ابن عباس أنّ هذه الآية نزلت في تلبية مشركي العرب كانوا يقولون في تلبيتهم : لبيك لا شريك لك إلا شريكاً هو لك تملكه وما ملك يعنون الأصنام . وعنه أيضاً أنّ أهل مكة قالوا : الله ربنا وحده لا شريك له والملائكة بناته فلم يوحدوا بل أشركوا ، وقال عبدة الأصنام : ربنا الله وحده والأصنام شفعاؤنا عنده ، وقالت اليهود : ربنا الله وحده وعزير ابن الله . وقالت النصارى : المسيح ابن الله . وقال عبدة الشمس والقمر : ربنا الله وحده وهؤلاء أربابنا ، وقال المهاجرون والأنصار : ربنا الله وحده لا شريك له .