ثم قال الله تعالى : { ومن كان } منهم { في هذه } أي : الدار { أعمى } أي : ضالاً يعمل في الأفعال فعل الأعمى في أخذ الأعيان لا يهتدي إلى أخذ ما ينفعه وترك ما يضرّه ولا يميز بين حسن وقبيح { فهو في الآخرة أعمى } أي : أشدّ عمى مما كان عليه في هذه الدار لا ينجح له قصد ولا يهتدي لصواب ولم يقل تعالى أشدّ عمى كما يقال في الخلق اللازمة لحالة واحدة مثل العور والحمرة والسواد ونحوها لأن هذا مراد به عمى القلب الذي من شأنه التزايد والحدوث في كل لحظة شيئاً بعد شيء . { وأضلّ سبيلاً } لأنّ هذه الدار دار الاكتساب والترقي في الأسباب ، وأمّا تلك فليس فيها شيء من ذلك . وقال عكرمة : جاء نفر من أهل اليمن إلى ابن عباس فسأله رجل عن هذه الآية فقال : اقرؤوا ما قبلها فقرؤوا : { ربكم الذي يزجي لكم الفلك } إلى قوله : { تفضيلاً } .
فقال ابن عباس : من كان أعمى في هذه النعم التي قد رأى وعاين فهو في الآخرة التي لم يعاين ولم ير أعمى وأضلّ سبيلاً ، وعلى هذا فالإشارة في قوله هذه إلى النعم المذكورة في الآيات المتقدّمة ، وحمل بعضهم العمى الثاني على عمى العين والبصر كما قال تعالى : { ونحشره يوم القيامة أعمى قال رب لم حشرتني أعمى 124 قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيراً 125 قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى } [ طه ، 125 ، 126 ] . وقال تعالى : { ونحشرهم يوم القيامة على وجوههم عمياً وبكماً وصماً } [ الإسراء ، 97 ]
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.