السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{فَٱذۡكُرُونِيٓ أَذۡكُرۡكُمۡ وَٱشۡكُرُواْ لِي وَلَا تَكۡفُرُونِ} (152)

{ فاذكروني } بالطاعة كالصلاة والتسبيح { أذكركم } قال ابن عباس : بمعونتي ، وقال سعيد بن جبير : بمغفرتي وقيل : اذكروني في النعمة والرخاء أذكركم في الشدّة والبلاء كما قال تعالى : { فلولا أنه كان من المسبحين 143 للبث في بطنه إلى يوم يبعثون } ( الصافات ، 144 ) . وفي الحديث عن الله تعالى : ( أنا عند ظنّ عبدي بي وأنا معه إذا ذكرني ، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير من ملئه ، وإن تقرب إليّ شبراً تقرّبت إليه ذراعاً ، وإن تقرّب إليّ ذراعاً تقرّبت منه باعاً ، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة ) . وفي رواية أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إنّ الله تعالى يقول : يا ابن آدم إن ذكرتني في نفسك ذكرتك في نفسي ، وإن ذكرتني في ملأ ذكرتك في ملأ خير منه ، وإن دنوت مني شبراً دنوت منك ذراعاً ، وإن دنوت مني ذراعاً دنوت منك باعاً ، وإن مشيت إليّ هرولت إليك ، وإن سألتني أعطيتك ، وإن لم تسألني غضبت عليك ) . وفي رواية أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( يقول الله عزّ وجلّ : أنا مع عبدي ما ذكرني وتحرّكت بي شفتاه ) . وفي رواية : جاء أعرابيّ إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله أيّ الأعمال أفضل ؟ قال : ( أن تفارق الدنيا ولسانك رطب من ذكر الله ) . وقرأ ابن كثير بفتح الياء والباقون بالسكون وهم على مراتبهم في المدّ { واشكروا لي } نعمتي بالطاعة { ولا تكفرون } بجحد النعم وعصيان الأمر ، فإن من أطاع الله فقد شكره ، ومن عصاه فقد كفره .