{ فاذكروني } بالتوحيد { أَذْكُرْكُمْ } يقول : اذكروني بالطاعة أذكركم بالمغفرة ، فحق على الله أن يذكر من ذكره ، فمن ذكره في طاعته ، ذكره الله تعالى بخير ومن ذكر الله من أهل المعصية في معصية ذكره الله باللعنة وسوء الدار . ويقال : { فاذكروني } في الرخاء ، { أذكركم } عند البلاء . ويقال : { فاذكروني } في الضيق { أذكركم } بالمخرج . ويقال : { فاذكروني } في الخلاء ، { أذكركم } في الملأ . ويقال : { اذكروني } في ملأ من الناس ، { أذكركم } في ملأ من الملائكة . قال الفقيه : حدثنا محمد بن الفضل قال : حدثنا محمد بن جعفر قال : حدثنا إبراهيم بن يوسف قال : حدثنا محمد بن الفضيل الضبي ، عن الحصين ، عن مجاهد ، عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال : ما اجتمع قوم يذكرون الله تعالى ، إلا ذكرهم الله في ملأ أعز منهم وأكرم ، وما تفرق قوم من مجلس لا يذكرون الله في مجلسهم ، إلا كانت حسرة عليهم يوم القيامة . ويقال : اذكروني بالشكر ، أذكركم بالزيادة . ويقال : اذكروني بالدعاء أذكركم بالإجابة ويقال : اذكروني في الدنيا بالإخلاص أذكركم في الآخرة بالخلاص .
ثم قال تعالى : { واشكروا لِي وَلاَ تَكْفُرُونِ } يعني اشكروا نعمتي التي أرسلنا فيكم رسولاً منكم يتلو عليكم آياتنا ، ولا تجحدوا هذه النعمة . ويقال : النعمة في الحقيقة هي العلم وما سوى ذلك ، فهو تحويل من راحة إلى راحة وليس الطّعام بنعمة ، لأن الطعام إذا أكله الإنسان فبعد ساعة يطلب منه الفرج ، والثوب الحسن ربما يمل منه إذا كان يؤذيه الحر أو البرد ؛ والعلم لا يمل منه صاحبه ، بل ربما يطلب له الزيادة . فأمر الله تعالى بشكر هذه النعمة التي بعث رسولاً ليعلمهم الكتاب والحكمة ويعلمهم ما لم يكونوا يعلمون .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.