ومعنى ( فَاذْكُرُونِي( {[4829]} ) أَذْكُرْكُمْ ) [ 151 ] .
قال ابن عباس : " إذا ذكر الله العبدُ وهو على طاعته ذكره برحمته ، وإذا ذكره وهو على معصيته ذكره بلعنته " .
وقال عكرمة : " يقول الرب : يا ابن آدم اذكرني( {[4830]} ) بعد صلاة الصبح ساعة وبعد صلاة العصر ساعة ، وأنا أكفيك ما بينهما " .
وقال ابن جبير : " اذكروني بالطاعة أذكركم بالمغفرة " ( {[4831]} ) .
وقال الربيع في الآية : " إن الله ذاكر من ذكره ، وزائد من شكره ، ومعذب من كفره " ( {[4832]} ) .
وكان بعضهم يتأوله من الذكر والثناء والمدح( {[4833]} ) .
وقيل : المعنى : اذكروني واذكروا نعمتي عليكم شكراً لها ، أذكركم برحمتي والزيادة من النعمة .
وقال السدي : " ليس من عبد يذكر الله إلا ذكره الله جل وعز( {[4834]} ) ، لا يذكره مؤمن إلا ذكره برحمته ، ولا يذكره كافر إلا ذكره بعذاب " ( {[4835]} ) . والذكر فيما روي عن عمر رضي الله عنه( {[4836]} ) ذكران . أحدهما أفضل من الآخر وهما : /ذكر الله عند أوامره ونواهيه ، وذكر الله بلسانه بالثناء عليه . فالأول أفضل ، وكلاهما فيه فضل وأجر وثواب ، غلا أن ذِكْر الله عند أمره ونهيه –فيفعل ما أمر به وينتهي عما نهى عنه- أفضل من ذكره باللسان مع مخالفة أمره ونهيه . والفضل كله والشرف والأجر( {[4837]} ) والثواب في اجتماعهما من الإنسان . وهو ألا ينسى ذكر الله عند أمره فيأتمر( {[4838]} ) ، وعند( {[4839]} ) نهيه فينتهي ، ولا ينساه( {[4840]} ) من ذكره بلسانه .
وكذلك الصبر صبران . وهما : الصبر على الطاعة وعن المعصية ، /والصبر على المصيبة( {[4841]} ) . والأول أفضل( {[4842]} ) .
وقوله : ( وَاشْكُرُوا لِي وَلاَ تَكْفُرُونِ ) [ 151 ] .
أي اشكروه على نعمة الإسلام والهدى ولا تجحدوا إحسانه إليكم ونعمه( {[4843]} ) عندكم .
والشكر معناه الثناء على الرجل بأفعاله المحمودة( {[4844]} ) .
ومعنى الكفر التغطية للشي( {[4845]} ) .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.