التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{فَٱذۡكُرُونِيٓ أَذۡكُرۡكُمۡ وَٱشۡكُرُواْ لِي وَلَا تَكۡفُرُونِ} (152)

قوله تعالى{ فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون }

أخرج البخاري بسنده عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " يقول الله تعالى : انا عند ظن العبد بي ، وأنا معه إذا ذكرني ، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم ، وإن تقرب إلي شبرا تقربت إليه ذراعا ؛ وإن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا ، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة " .

( الصحيح-التوحيد ، ب قوله تعالى{ ويحذركم الله نفسه }ح 7405 ، وأخرجه مسلم في ( صحيحه 4/2061 ح2675- الذكر ، ب الحث على ذكر الله تعالى ) .

وأخرج مسلم بسنده عن أبي سعيد الخدري وأبي هريرة أنهما شهدا على النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " لا يقعد قوم يذكرون الله عز وجل إلا حفتهم الملائكة ، وغشيهم الرحمة ، ونزلت عليهم السكينة ، وذكرهم الله فيمن عنده " .

( الصحيح رقم 2700- الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار ) .

وقال الإمام احمد : ثنا روح ثنا شعبة عن الفضيل بن فضالة رجل من قيس ثنا أبو رجاء العطاردي قال خرج علينا عمران بن حصين وعليه مطرف من خز لم نره عليه فبل ذلك ولا بعده فقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " من انعم الله عز وجل عليه بنعمة فإن الله عز وجل يحب أن يرى أثر نعمته على خلقه " . وقال روح ببغداد : يحب أن يرى أثر نعمته على عبده .

( المسند 4/438 ) . ورجاله ثقات وإسناده صحيح وأبو العطاردي هو عمران بن ملحان . وذكره ابن كثير عند قوله تعالى{ واشكروا لي ولا تكفرون }( التفسير 1/341 ) .

وأخرج ابن أبي حاتم بسنده الجيد عن أبي العالية قال : إن الله يذكر من ذكره ويزيد من شكره ، ويعذب من كفره يعني قوله{ فاذكروني أذكركم } .

وقال ابن أبي شيبة : حدثنا عفان قال حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت قال : قال أبو عثمان النهدي : إني لأعلم حين يذكرني ربي ، قالوا : وكيف ذاك ؟ قال : إن الله يقول{ فاذكروني أذكركم }فإذا ذكرت الله ذكرني .

( المصنف13/547 ) . ورجاله ثقات وإسناده صحيح ، وثابت هو ابن أسلم البناني معروف بالرواية عن أبي عثمان النهدي وبرواية حماد بن سلمة عنه . ( انظر تهذيب الكمال 4/344 ) . وأبو عثمان النهدي هو عبد الرحمن بن مل من كبار التابعين .