فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَقَالُواْ لَوۡلَا يَأۡتِينَا بِـَٔايَةٖ مِّن رَّبِّهِۦٓۚ أَوَلَمۡ تَأۡتِهِم بَيِّنَةُ مَا فِي ٱلصُّحُفِ ٱلۡأُولَىٰ} (133)

{ وقالوا } أي قال كفار مكة { لولا } هلا { يأتينا } محمد صلى الله عليه وسلم { بآية من } آيات { ربه } كما كان يأتي بها من قبله من الأنبياء ؟ وذلك كالناقة والعصا أو المعنى هلا يأتينا بآية من الآيات التي قد اقترحناها عليه ؟ .

فأجاب الله سبحانه وتعالى عليهم بقوله : { أولم تأتهم بينة ما في الصحف الأولى } يريد بها التوراة والإنجيل والزبور وسائر الكتب المنزلة وفيها التصريح بنبوته والتبشير به ، وذلك يكفي ، فإن هذه الكتب المنزلة هم معترفون بصدقها وصحتها وفيها ما يدفع إنكارهم لنبوته ويبطل تعنتاتهم وتعسفاتهم ، وقيل المعنى أو لم يأتهم إهلاكنا للأمم الذين كفروا واقترحوا الآيات فما يؤمنهم إن آتتهم الآيات التي اقترحوها أن يكون حالهم كحالهم .

وقيل : المراد أو لم تأتيهم آية هي من الآيات وأعظمها في باب الإعجاز ؟ يعني القرآن فإنه برهان لما في سائر الكتب المنزلة ، قالوا : وعاطفة على مقدر يقتضيه المقام كأنه قيل ألم تأتيهم سائر الآيات ولم تأتيهم خاصة بينة ما في الصحف الأولى تقريرا لإتيانه وإيذانا بأنه من الوضوح بحيث لا يأتي معه إنكار أصلا .

قرئ أو لم يأتيهم بالتحتية لأن معنى البينة البيان والبرهان .