اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{وَقَالُواْ لَوۡلَا يَأۡتِينَا بِـَٔايَةٖ مِّن رَّبِّهِۦٓۚ أَوَلَمۡ تَأۡتِهِم بَيِّنَةُ مَا فِي ٱلصُّحُفِ ٱلۡأُولَىٰ} (133)

قوله تعالى{[27551]} : ( وقالوا لولا يأتينا بآية من ربه ) واعلم{[27552]} أن هذا من لازم قوله تعالى{[27553]} : ( فاصبر{[27554]} على ما يقولون ){[27555]} وهو قولهم{[27556]} ( لولا يأتينا بآية ){[27557]} أي : هلا يأتينا بآية .

وقال في موضع آخر { فليأتنا{[27558]} بآية ){[27559]} كما أرسل الأولون }{[27560]} . ثم أجاب عنه بقوله : { أو لم تأتهم بينة ما في الصحف الأولى } أي : بيان ما فيها وهو القرآن إذا وافق ما في كتبهم مع أن الرسول –عليه السلام{[27561]}- لم يشتغل بالدراسة والتعلم فكان ذلك إخبارا{[27562]} عن الغيب فيكون معجزا . و { بينة{[27563]} ما في الصحف الأولى } ما فيها من البشائر بمحمد –صلى الله عليه وسلم- ونبوته وبعتثه{[27564]} . وقال ابن جرير والقفال : { بينة ما في الصحف الأولى } من أنباء الأمم الذين أهلكنا لما جاءتهم{[27565]} الآيات فكفروا بها ، واقترحوا الآيات ، فلما جاءتهم لم يؤمنوا بها ، فأخذناهم بالعقوبة والهلاك ، فما يؤمنهم أن يكون حالهم في سؤال الآيات كحال أولئك{[27566]} .

قوله { أو لم تأتهم بينة } قرأ نافع وأبو عمر وحفص { تأتهم{[27567]} } بالتأنيث{[27568]} والباقون بالياء من تحت{[27569]} لأن التأنيث مجازي{[27570]} .

وقرأ{[27571]} العامة { بينة }{[27572]} بإضافة { بينة } إلى { ما } مرفوعة{[27573]} وهي واضحة وقرأ أبو عمر في ما رواه أو زيد بتنوين { بينةٌ } مرفوعة{[27574]} ، وعلى هذه القراءة ففي { ما } أوجه :

أحدها : أنها بدل من { بينة } بدل كل من كل{[27575]} .

الثاني : أن تكون خبر مبتدأ مضمر ، أي هي ما في الصحف الأولى .

الثالث : أن تكون { ما } نافية ، قال صاحب اللوامح : وأريد بذلك ما في القرآن من الناسخ والفصل مما لم يكن في غيره من الكتب{[27576]} ، وقرأت جماعة{ ( بينة } بالتنوين والنصب .

ووجهها : أن تكون { ما } فاعلة ، و { بينة } نصب على الحال ، وأنث على معنى { ما }{[27577]} . ومن قرأ بتاء التأنيث فحملا على معنى { ما }{[27578]} ومن قرأ بياء الغيبة فعلى لفظها{[27579]} وقرأ ابن عباس بسكون الحاء من { الصحف }{[27580]} .


[27551]:تعالى: سقط من ب.
[27552]:من هنا نقله ابن عادل عن الفخر الرازي 22/137. بتصرف.
[27553]:تعالى: سقط من ب.
[27554]:في ب: واصبر. وهو تحريف.
[27555]:[طه: 130].
[27556]:في ب: قوله.
[27557]:في ب: "بآية من ربه".
[27558]:في الأًصل: لولا يأتينا. وهو تحريف.
[27559]:ما بين القوسين سقط من ب.
[27560]:من قوله تعالى: {بل قالوا أضغاث أحلام بل افتراه بل هو شاعر فليأتنا بآية كما أرسل الأولون} [الأنبياء: 5].
[27561]:عليه السلام: سقط من ب.
[27562]:في ب: إخبار.
[27563]:في ب: وقد بينه. وهو تحريف.
[27564]:في النسختين: ونعته.
[27565]:في ب: آتتهم.
[27566]:آخر ما نقله هنا عن الفخر الرازي 22/37، بتصرف.
[27567]:"تأتهم" سقط من ب.
[27568]:السبعة (435)، الحجة لابن خالويه (284)، الكشف 2/108، النشر 2/322، الإتحاف (308).
[27569]:وذلك لأن تأنيث البينة غير حقيقي، وأيضا فقد فرق بين المؤنث وفعله.
[27570]:قرأ: سقط من ب.
[27571]:في ب: "بينة ما".
[27572]:انظر البحر المحيط 6/292.
[27573]:انظر البحر المحيط 6/292.
[27574]:انظر التبيان 2/909، البحر المحيط 6/292.
[27575]:انظر التبيان 2/909.
[27576]:انظر البحر المحيط 6/292.
[27577]:انظر التبيان 2/909، البحر المحيط 6/292.
[27578]:ما: سقط من ب.
[27579]:انظر البحر المحيط 6/292.
[27580]:المختصر: (91)، البحر المحيط 6/292.