قوله تعالى{[27551]} : ( وقالوا لولا يأتينا بآية من ربه ) واعلم{[27552]} أن هذا من لازم قوله تعالى{[27553]} : ( فاصبر{[27554]} على ما يقولون ){[27555]} وهو قولهم{[27556]} ( لولا يأتينا بآية ){[27557]} أي : هلا يأتينا بآية .
وقال في موضع آخر { فليأتنا{[27558]} بآية ){[27559]} كما أرسل الأولون }{[27560]} . ثم أجاب عنه بقوله : { أو لم تأتهم بينة ما في الصحف الأولى } أي : بيان ما فيها وهو القرآن إذا وافق ما في كتبهم مع أن الرسول –عليه السلام{[27561]}- لم يشتغل بالدراسة والتعلم فكان ذلك إخبارا{[27562]} عن الغيب فيكون معجزا . و { بينة{[27563]} ما في الصحف الأولى } ما فيها من البشائر بمحمد –صلى الله عليه وسلم- ونبوته وبعتثه{[27564]} . وقال ابن جرير والقفال : { بينة ما في الصحف الأولى } من أنباء الأمم الذين أهلكنا لما جاءتهم{[27565]} الآيات فكفروا بها ، واقترحوا الآيات ، فلما جاءتهم لم يؤمنوا بها ، فأخذناهم بالعقوبة والهلاك ، فما يؤمنهم أن يكون حالهم في سؤال الآيات كحال أولئك{[27566]} .
قوله { أو لم تأتهم بينة } قرأ نافع وأبو عمر وحفص { تأتهم{[27567]} } بالتأنيث{[27568]} والباقون بالياء من تحت{[27569]} لأن التأنيث مجازي{[27570]} .
وقرأ{[27571]} العامة { بينة }{[27572]} بإضافة { بينة } إلى { ما } مرفوعة{[27573]} وهي واضحة وقرأ أبو عمر في ما رواه أو زيد بتنوين { بينةٌ } مرفوعة{[27574]} ، وعلى هذه القراءة ففي { ما } أوجه :
أحدها : أنها بدل من { بينة } بدل كل من كل{[27575]} .
الثاني : أن تكون خبر مبتدأ مضمر ، أي هي ما في الصحف الأولى .
الثالث : أن تكون { ما } نافية ، قال صاحب اللوامح : وأريد بذلك ما في القرآن من الناسخ والفصل مما لم يكن في غيره من الكتب{[27576]} ، وقرأت جماعة{ ( بينة } بالتنوين والنصب .
ووجهها : أن تكون { ما } فاعلة ، و { بينة } نصب على الحال ، وأنث على معنى { ما }{[27577]} . ومن قرأ بتاء التأنيث فحملا على معنى { ما }{[27578]} ومن قرأ بياء الغيبة فعلى لفظها{[27579]} وقرأ ابن عباس بسكون الحاء من { الصحف }{[27580]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.