السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{طسٓمٓ} (1)

مقدمة السورة:

مكية إلا قوله تعالى : { أنّ الذي فرض } . الآية نزلت بالجحفة { وإلا الذين آتيناهم الكتاب } إلى { لا نبتغي الجاهلين } وهي سبع أو ثمان وثمانون آية ، وألف وأربعمائة وإحدى وأربعون كلمة وخمسة آلاف وثمانمائة حرف .

وتسمى سورة موسى عليه السلام لاشتمالها على قصّته فقط من حين ولد إلى أن أهلك الله تعالى فرعون وخُسف بقارون ، كما سميت سورة نوح وسورة يوسف لاشتمالهما على قصتهما ، ولا يقال سميت بذلك لذكر القصص فيها في قوله تعالى : { فلما جاءه وقص عليه القصص } لأنّ سورة يوسف فيها ذكر القصص مرّتين الأولى : { نقصّ عليك أحسن القصص } ( يوسف : 4 ) والثانية : قوله تعالى : { لقد كان في قصصهم } ( يوسف : 111 ) فكانت سورة يوسف أولى بهذا الاسم ، وأيضاً فكانت سورة هود أولى بهذا الاسم ، لأنه ذكر فيها قصص سبعة أنبياء وهذه ليس فيها إلا قصة واحدة فكان ينبغي العكس وأن تسمى سورة هود القصص وهذه سورة موسى .

{ بسم الله } الذي اختص بالكبرياء والعظمة { الرحمان } الذي عمّ بنعمه أهل الإيمان والكفران { الرحيم } الذي خص بنعمه بعد البعث أهل الإيمان .

{ طسم } تقدّم الكلام على أوائل السور أوّل البقرة .