السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{وَيَرَى ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡعِلۡمَ ٱلَّذِيٓ أُنزِلَ إِلَيۡكَ مِن رَّبِّكَ هُوَ ٱلۡحَقَّ وَيَهۡدِيٓ إِلَىٰ صِرَٰطِ ٱلۡعَزِيزِ ٱلۡحَمِيدِ} (6)

وقوله : { ويرى الذين أوتوا العلم } أي : الذي قذفه الله تعالى في قلوبهم سواء كانوا ممن أسلم من العرب أو أهل الكتاب وقيل : مؤمنو أهل الكتاب عبد الله بن سلام وأصحابه وقيل : الصحابة ومن شايعهم فيه وجهان : أحدهما : أنه عطف على ليجزي أي : وليعلم الذين أوتوا العلم . والثاني : أنه مستأنف أخبر عنهم بذلك { الذي أنزل إليك من ربك } أي : المحسن إليك بإنزاله { هو الحق } أي : أنه من عند الله تعالى .

تنبيه : الذي أنزل هو المفعول الأول ، وهو ضمير فصل والحق : مفعول ثان لأن الرؤية علمية .

وقوله تعالى { ويهدي إلى صراط } أي : طريق { العزيز الحميد } في فاعله وجهان أظهرهما أنه ضمير الذي أنزل وهو القرآن . والثاني : ضمير اسم الله تعالى وهاتان الصفتان يفيدان الرهبة والرغبة ، العزيز : يفيد التخويف والانتقام من المكذب والحميد يفيد الترغيب في الرحمة للمصدق .