السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{أَلَمۡ يَرَوۡاْ كَمۡ أَهۡلَكۡنَا قَبۡلَهُم مِّنَ ٱلۡقُرُونِ أَنَّهُمۡ إِلَيۡهِمۡ لَا يَرۡجِعُونَ} (31)

ولما بين تعالى حال الأولين قال للحاضرين : { ألم يروا } أي : أهل مكة القائلين للنبي صلى الله عليه وسلم لست مرسلاً ، والاستفهام للتقرير أي : اعلموا وقوله تعالى :{ كم } خبرية بمعنى كثيراً وهو مفعول لأهلكنا تقديره : كثيراً من القرون أهلكنا وهي معمولة لما بعدها معلقة ليروا عن العمل ذهاباً بالخبرية مذهب الاستفهامية والمعنى : أما { أهلكنا قبلهم } كثيراً { من القرون } أي : الأمم ، قال البغوي : والقرن أهل كل عصر سموا بذلك لاقترانهم في الوجود { أنهم } أي : المهلكين { إليهم } أي : إلى أهل مكة { لا يرجعون } أي : لا يعودون إلى الدنيا أفلا يعتبرون ، وقيل : لا يرجعون أي : الباقون لا يرجعون إلى المهلكين بسبب ولا ولادة أي : أهلكناهم وقطعنا نسلهم ولا شك أن الإهلاك الذي يكون مع قطع النسل أتم وأعم ، قال ابن عادل : والأول أشهر نقلاً . والثاني : أظهر عقلاً .