السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{إِن كَانَتۡ إِلَّا صَيۡحَةٗ وَٰحِدَةٗ فَإِذَا هُمۡ خَٰمِدُونَ} (29)

{ إن } أي : ما { كانت } أي : الواقعة التي عذبوا بها { إلا صيحة } صاحها بهم جبريل عليه السلام فماتوا عن آخرهم ، وأكد أمرها وحقق وحدتها بقوله تعالى : { واحدة } أي : لحقارة أمرهم عندنا ، ثم زاد في تحقيرهم ببيان الإسراع في الإهلاك بقوله تعالى : { فإذا هم خامدون } أي : ثابت لهم الخمود ما كأنهم كانت بهم حركة يوماً من الدهر ، شبهوا بالنار رمزاً إلى أن الحي كالنار الساطعة والميت كرمادها كما قال لبيد :

وما المرء إلا كالشهاب وضوؤه *** يصير رماداً بعد إذ هو ساطع

وقال المعري :

وكالنار الحياة فمن رماد *** أواخرها وأولها دخان

قال المفسرون : أخذ جبريل عليه السلام بعضادتي باب المدينة ثم صاح بهم صيحة واحدة فماتوا .