السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{ٱللَّهُ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَۚ لَيَجۡمَعَنَّكُمۡ إِلَىٰ يَوۡمِ ٱلۡقِيَٰمَةِ لَا رَيۡبَ فِيهِۗ وَمَنۡ أَصۡدَقُ مِنَ ٱللَّهِ حَدِيثٗا} (87)

وقوله تعالى :

{ الله لا إله إلا هو } مبتدأ وخبر وقوله تعالى : { ليجمعنكم } اللام لام القسم أي : والله ليجمعنكم الله من قبوركم { إلى } في { يوم القيامة } وسميت بذلك ؛ لأنّ الناس يقومون من قبورهم قال تعالى : { يوم يخرجون من الأجداث سراعاً } ( المعارج ، 43 ) .

وقيل : لقيامهم إلى الحساب قال تعالى : { يوم يقوم الناس لرب العالمين } ( المطففين ، 6 ) .

{ لا ريب } أي : لا شك { فيه } أي : في ذلك اليوم أو في الجمع { ومن أصدق من الله حديثاً } أي : قولاً .

فإن قيل : الصدق لا يتفاوت كالعلم إذ لا يقال : هذا الصدق أصدق من هذا الصدق كما لا يقال : هذا العلم أعلم من هذا المعلم ، أجيب : بأنّ الصدق صفة للقائل لا صفة للحديث أي : لا أحد غير الله أصدق منه ؛ لأنّ غيره يتطرّق إلى خبره الكذب ، وذلك مستحيل في حقه تعالى ، والأنبياء مخبرون عن الله تعالى ، وقرأ حمزة والكسائيّ بإشمام الصاد أي : بحرف متولد بين الصاد والزاي .