إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{ٱللَّهُ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَۚ لَيَجۡمَعَنَّكُمۡ إِلَىٰ يَوۡمِ ٱلۡقِيَٰمَةِ لَا رَيۡبَ فِيهِۗ وَمَنۡ أَصۡدَقُ مِنَ ٱللَّهِ حَدِيثٗا} (87)

{ اللَّهُ لاَ إله إِلاَّ هُوَ } مبتدأٌ وخبرٌ وقولُه تعالى : { لَيَجْمَعَنَّكُمْ إلى يَوْمِ القيامة } جوابُ قسمٍ محذوفٍ أي والله ليحشُرنّكم من قبوركم إلى يوم حساب يومِ القيامةِ ، وقيل : إلى بمعنى في والجملةُ القسميةُ إما مستأنفةٌ لا محلَّ لها من الإعراب أو خبرٌ ثانٍ للمبتدأ أو هي الخبرُ ، و { لاَ إله إِلاَّ هُوَ } اعتراضٌ وقوله تعالى : { لاَ رَيْبَ فِيهِ } أي في يوم القيامةِ أو في الجمع حالٌ من اليوم أو صفةٌ للمصدر أي جمعاً لا ريب فيه { وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ الله حَدِيثاً } إنكارٌ لأن يكون أحدٌ أصدقَ منه تعالى في وعده وسائرِ أخبارِه وبيانٌ لاستحالته كيف لا والكذِبُ مُحالٌ عليه سبحانه دون غيرِه .