تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{ٱللَّهُ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَۚ لَيَجۡمَعَنَّكُمۡ إِلَىٰ يَوۡمِ ٱلۡقِيَٰمَةِ لَا رَيۡبَ فِيهِۗ وَمَنۡ أَصۡدَقُ مِنَ ٱللَّهِ حَدِيثٗا} (87)

الآية 87

وقوله تعالى : { الله لا إله إلا هو ليجمعنكم إلى يوم القيامة لا ريب فيه } هذا ، والله أعلم ، لكما ألزم الله وأجرى على ألسنتهم ( كلمة ){[6147]} الله ، وأنه خالق السموات والأرض ، وأنه خالقهم كقوله تعالى : { ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله } ( الزخرف : 87 ) أخبر أن الذي سميتموه الله ، وقلتم : إنه خالق السموات والأرض هو واحد لا إله غيره ، ولا رب سواه ؛ هو واحد ، لا شريك معه ، ولا لد ، وأن الأصنام التي تعبدونا دون الله قد تعلمون أنها لا تنفعكم إن عبدتموها ، ولا تضركم ، إن تركتم عبادتها ، وبالله التوفيق .

وقوله تعالى : { ليجمعنكم } قيل فيه بوجهين : قيل : { ليجمعنكم إلى يوم القيامة } كقوله : { يوم يجمعكم ليوم الجمع } ( التغابن : 9 ) ، وقيل : { ليجمعنكم } في القبور{ إلى يوم القيامة } ثم يبعثكم ، والله أعلم .

وقوله تعالى : { ومن أصدق من الله حديثا } معناه ، والله أعلم ، تقبلون الحديث ، بعضكم من بعض ، وإن حديثكم يكون صدقا ، ويكون كذبا ، فكيف لا تقبلون حديث الله وخبره في البعث وما أخبر في القرآن ، وحديثه لا يحتمل الكذب ؟ هذا ، والله أعلم ، تأويله .


[6147]:ساقطة من الأصل وم.