قوله : { إِن يَشَأْ يُسْكِنِ الريح } التي تجري بها { فَيَظْلَلْنَ رَوَاكِدَ } قرأ أبو عمرو والجمهور بهمزة : «إنْ يَشَأْ » لأن السكون علامة الجزم ، وورشٌ عن نافع بلا همز{[49372]} وقرأ ناقع «يُسْكِنِ{[49373]} الرِّيَاحَ » على الجمع والباقون «الريحَ » على التوحيد{[49374]} .
وقوله : «فَيَظْللْنَ » العامة على فتح اللام التي هي عين الكلمة وهو القياس ؛ لأن الماضي بكسرها ، تقول{[49375]} ظَلِلْتُ قائماً .
وقرأ قتادة بكسرها{[49376]} وهو شاذ ، نحو : حسب يحسب وأخواته وقد تقدمت آخر البقرة{[49377]} .
وقال الزمخشري : قرئ بفتح اللام وكسرها من ظَلَّ يظل ويظل ، نحو : ظَلّْ يَضَلَ{[49378]} ويَضِلُّ . قال أبو حيان : وليس كما ذكر ؛ لأن يضَلُّ بفتح العين من ظَلِلْت بكسرها في الماضي ويَضِلّ بالكسر من ضَلَلْتُ بالفتح وكلاهما مقيس{[49379]} يعني أن كلاً منهما له أصلٌ يرجع إليه بخلاف «ظَلَّ » فإن ماضيه مكسور العين فقط .
والنون أسمها ، و«رَوَاكِدَ » خبرها ويجوز : أن يكون «ظل » هنا بمعنى صار ؛ لأن المعنى ليس على وقت الظلول ، وهو النهار فقط وهو نظير : أين باتت يده{[49380]} ، من هذه الحيثية . والرُّكود والثُّبُوتُ الاستقرارُ قال :
4384 وَقَدْ رَكَدَتْ وَسْطَ السَّمَاءِ نُجُومُهَا *** رُكُوداً بِوَادِي الرَّبْرَب المُتَفَرِّقِ{[49381]}
والمعنى فيظللن رواكد أي ثوابت على ظهر البحر ، لا تجري { إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ } على بلا الله «شَكُورٍ » على نعمائه .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.