السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمُ ٱتَّبَعُواْ مَآ أَسۡخَطَ ٱللَّهَ وَكَرِهُواْ رِضۡوَٰنَهُۥ فَأَحۡبَطَ أَعۡمَٰلَهُمۡ} (28)

وقوله تعالى : { ذلك } إشارة إلى التوفي الموصوف { بأنهم } أي : بسبب أنهم { اتبعوا } أي : عالجوا فطرتهم الأولى في أن اتبعوا { ما أسخط الله } أي : الملك الأعظم ، وهو الكفر وكتمان نعت الرسول صلى الله عليه وسلم وعصيان الأمر { وكرهوا } بالإشراك { رضوانه } بكراهتهم أعظم أسباب رضاه وهو الإيمان ، فهم لما دونه بالقعود عن الطاعات أكره ؛ لأنّ ذلك ظاهر غاية الظهور في أنّ فاعله غير معذور في ترك النظر فيه .

{ فأحبط } أي : فلذلك تسبب عنه أنه أفسد . { أعمالهم } أي : الصالحة فأسقطها بحيث لم يبق لها وزن أصلاً لتضييع الأساس من مكارم الأخلاق ؛ من القرى والأخذ بيد الضعيف والتصدّق والإعتاق وغير ذلك من وجوه الإرفاق .