السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{قُل لَّا يَسۡتَوِي ٱلۡخَبِيثُ وَٱلطَّيِّبُ وَلَوۡ أَعۡجَبَكَ كَثۡرَةُ ٱلۡخَبِيثِۚ فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ يَـٰٓأُوْلِي ٱلۡأَلۡبَٰبِ لَعَلَّكُمۡ تُفۡلِحُونَ} (100)

وقوله تعالى :

{ قل لا يستوي الخبيث والطيب } حكم عام في نفي المساواة عند الله تعالى بين الرديء من الأشخاص والأعمال والأموال وجيدها رغب به في صالح العمل وحلال المال { ولو أعجبك كثرة الخبيث } إذ لا عبرة بالقلة والكثرة بل بالجودة والرداءة فإنّ المحمود القليل خير من المذموم الكثير ، والخطاب لكل معتبر ولذلك قال تعالى : { فاتقوا الله } أي : في ترك الخبيث وإن كثر في الحس لنقصه في المعنى وآثِروا الطيب وإن قلّ في الحس لكثرته في المعنى { يا أولي الألباب } أي : أصحاب العقول السليمة { لعلكم تفلحون } أي : لتكونوا على رجاء من أن تفوزوا بجميع المطالب .