قوله تعالى : { قُل لاَّ يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ } لمَّا رغَّب - سبحانه وتعالى - في الطَّاعةِ ، والتَّنَزُّهِ عن المَعْصِيَةِ بقوله : { اعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ وَأَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } ، ثمَّ أتْبَعَهُ بالتَّكليفِ بقوله تعالى : { مَّا عَلَى الرَّسُولِ إِلاَّ الْبَلاَغُ } { وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ } ، أتْبَعَهُ بِنَوْعٍ آخَر من التَّرْغيبِ في الطَّاعَةِ وتَرْكِ المعْصِيَةِ ، فقال : { قُل لاَّ يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ } .
قال المُفَسِّرُون{[12652]} : أي : الحَلالُ والحرَامُ .
وقال السدِّيُّ : المُؤمِنُ والكَافِرُ{[12653]} ، وقيل : المُطِيع والعَاصِي ، وقيل : الرَّدِيءُ والجيِّد .
قال القرطبي{[12654]} : وهذا على ضَرْبِ المثال ، والصَّحِيحُ أنَّهُ عَامٌّ ، فيتَصَوَّر في المكاسبِ ، والأعمالِ ، والنَّاس ، والمعارف من العُلُوم وغيْرِها ، فالخَبِيثُ [ من هذا كُله لا يُفلح ولا يُنجِبُ ، ولا تَحْسن له عَاقِبةٌ ]{[12655]} وإنْ كثُرَ ، والطَّيِّبُ وإنْ قَلَّ نافعٌ .
[ قوله تعالى ]{[12656]} : { وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ } .
نزلت في شُرَيْج بن ضُبَيْعَة البَكْري ، وحجَّاجِ بن بكرِ بن وائل ، " فاتَّقُوا اللَّه " ولا تتعرَّضُوا للحجَّاج وإنْ كانُوا مُشرِكِين ، وقد مَضَتِ القِصَّةُ أوَّلَ السُّورَة { يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } وجواب { وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ } : محذوفٌ ، أي : ولو أعْجبكَ كَثْرةُ الخبيثِ ، لَما استوى مع الطَّيِّبِ ، أو : لما أجْدَى شيئاً في المساواة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.