لباب التأويل في معاني التنزيل للخازن - الخازن  
{قُل لَّا يَسۡتَوِي ٱلۡخَبِيثُ وَٱلطَّيِّبُ وَلَوۡ أَعۡجَبَكَ كَثۡرَةُ ٱلۡخَبِيثِۚ فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ يَـٰٓأُوْلِي ٱلۡأَلۡبَٰبِ لَعَلَّكُمۡ تُفۡلِحُونَ} (100)

{ قل لا يستوي الخبيث والطيب } يعني الحلال والحرام في الدرجة والرتبة ولا يعتد الرديء والجيد ولا المسلم والكافر ولا الصالح والطالح { ولو أعجبك كثرة الخبيث } يعني ولو سرك كثرة الخبيث لأن عاقبته عاقبة سوء . والمعنى : أن أهل الدنيا يعجبهم كثرة المال وزينة الدنيا وما عند الله خير وأبقى لان زينة الدنيا ونعيمها يزول وما عند الله يدوم . وقال ابن الجوزي : روى جابر بن عبد الله أن رجلاً قال : يا رسول الله إن الخمر كانت تجارتي فهل ينفعني ذلك المال إن عملت فيه بطاعة الله ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " إن الله طيب لا يقبل إلا الطيب " وقال مقاتل : نزلت في شريح بن ضبعة البكري وحجاج بن بكر وقد تقدمت القصة في أول السورة { فاتقوا الله } يعني فيما أمركم به أو نهاكم عنه ولا تعتدوه { يا أولي الألباب } يعني يا ذوي العقول السليمة { لعلكم تفلحون } .