بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{قُل لَّا يَسۡتَوِي ٱلۡخَبِيثُ وَٱلطَّيِّبُ وَلَوۡ أَعۡجَبَكَ كَثۡرَةُ ٱلۡخَبِيثِۚ فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ يَـٰٓأُوْلِي ٱلۡأَلۡبَٰبِ لَعَلَّكُمۡ تُفۡلِحُونَ} (100)

قوله تعالى : { قُل لاَّ يَسْتَوِي الخبيث والطيب } يعني : لا يستوي الحلال والحرام . قال في رواية الكلبي : نزلت في شأن حَجَّاج اليمامة شريح بن ضبيعة حين أراد المسلمون أخذ ماله ، فنهاهم الله تعالى عن ذلك ، وأخبرهم أن أخذ ماله حرام .

{ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الخبيث } يعني : كثره مال شريح بن ضبيعة ، { واتقوا الله } لا تستحلوا ما حرم الله عليكم ، { واتقون يا أُوْلِي الألباب } يا ذوي العقول ، { لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } يعني : تأمنون من عذابه .

وروى أسباط عن السدي أنه قال : { الخبيث } هم المشركون ، { والطيب } هم المؤمنون . وقال الضحاك : { لاَّ يَسْتَوِي الخبيث والطيب } يعني : صدقة من حرام لا تصعد إلى الله تعالى ، لا توضع في خزائنه . وصدقة من حلال تقع في يد الرحمن ، يعني : يقبلها .

{ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الخبيث } يعني : مثقال حبة من صدقة الحلال أرجح عند الله من جبال الدنيا من الحرام .