ثم بين عذابهم بقوله تعالى : { إنا أرسلنا } أي : بمالنا من العظمة . { عليهم ريحاً } وعبر بحرف الاستعلاء إعلاماً بالنقمة ، ثم وصف الريح بقوله تعالى : { صرصراً } أي : شديدة الصوت من صرصر الباب أو القلم إذا صوت ، وقيل : الشديدة البرد من الصر ، وهو البرد ، وقال مكي : أصله صرّر من صرَّ الشيء إذا صوت لكن أبدلوا من الراء المشدّة صاداً وهذا قول الكوفيين وقال الرازي : الصرصر : الدائمة الهبوب ، من أصر على الشيء إذا دام وثبت .
وأكد شؤمها بذم زمانها فقال تعالى : { في يوم نحس } أي : شديد القباحة قيل : كان ذلك يوم الأربعاء في آخر الشهر وهو شوال لثمان بقين منه ، واستمر إلى غروب شمس الأربعاء آخره ، فإنه قال تعالى في سورة الحاقة : { سبع ليال وثمانية أيام حسوماً } [ فصلت : 16 ] وقال تعالى في حم السجدة : { في أيام نحسات } [ فصلت : 16 ] فالمراد باليوم هنا الوقت والزمان ، وقوله تعالى : { مستمر } أي : دائم الشؤم إلى وقت نفاذ المراد منه يفيد ما تفيده الأيام ، لأنّ الاستمرار ينبئ عن امتداد الزمان كما تنبئ عنه الأيام ، والحكاية مذكورة هنا على سبيل الاختصار ، فذكر الزمان ولم يذكر مقداره على سبيل الإيجاز فاستمر عليهم بنحوسه ولم يبق منهم أحد إلا أهلكه ، هذا وصفها في ذاتها .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.