السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{كَذَّبَتۡ عَادٞ فَكَيۡفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ} (18)

ولما انقضت قصة نوح عليه السلام على هذا الهول العظيم ذكر قصة عاد لأنها أعظم قصة جرت بعد قوم نوح فيما تعرفه العرب بقوله تعالى : { كذبت عاد } أي : أوقعت التكذيب العام المطلق الذي أوجب تكذيبهم برسولهم هود عليه الصلاة والسلام في دعائه لهم إليّ وإنذاره عذابي { فكيف } أي : فعلى أي الأحوال لأجل تكذيبهم { كان عذابي } لهم { ونذر } أي : وإنذاري إياهم بلسان رسولي قبل نزوله ، أي وقع موقعه .

فإن قيل : لِمَ لم يقل : فكذبوا هودا كما قال تعالى في قصة نوح : { فكذبوا عبدنا } أجيب : بأنّ تكذيب قوم نوح أبلغ لطول مقامه فيهم وكثرة عنادهم وإمّا لأن قصة عاد ذكرت مختصرة .