السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{فَمَنِ ٱبۡتَغَىٰ وَرَآءَ ذَٰلِكَ فَأُوْلَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡعَادُونَ} (31)

{ فمن ابتغى } أي : طلب وعبر بصيغة الافتعال لأن ذلك لا يقع إلا عن إقبال عظيم من النفس واجتهاد في الطلب . وقرأ حمزة والكسائي بالإمالة محضة ، وقرأ ورش بالفتح وبين اللفظين ، والباقون بالفتح . { وراء ذلك } أي : شيئاً من هذا خارجاً عن هذا الأمر الذي أحله الله تعالى له ، والذي هو أعلى المراتب في أمر النكاح وقضاء اللذة وأحسنها وأجملها { فأولئك } أي : الذين هم في الحضيض من الدناءة وغاية البعد عن مواطن الرحمة { هم } أي : بضمائرهم وظواهرهم { العادون } أي : المختصون بالخروج عن الحدّ المأذون فيه .