السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{فَمَالِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ قِبَلَكَ مُهۡطِعِينَ} (36)

وأما حال الكافرين فقال الله تعالى في حقهم : { فما للذين كفروا } وقف أبو عمرو على الألف بعد الميم والكسائي يقف على الألف وعلى اللام ، ووقف الباقون على اللام ، وأما الابتداء فالجميع يبتدؤون أوّل الكلمة أي : أيّ شيء من السعادات للذين ستروا مرائي عقولهم عن الإقرار بمضمون هذا الكلام الذي هو أوضح من الشمس حال كونهم { قبلك } أي : نحوك أيها الرسول الكريم وفيما أقبل عليك { مهطعين } أي : مسرعين مع مد الأعناق وإدامة النظر إليك في غاية العجب من مقالك ، هيئة من يسعى إلى أمر لا حياة له بدونه .