السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{وَٱلۡأَرۡضِ ذَاتِ ٱلصَّدۡعِ} (12)

{ والأرض } أي : مسكنكم الذي أنتم ملابسوه ومعاينوه كل وقت . { ذات الصدع } أي : تنصدع عن النبات والشجر والثمار والأنهار والعيون ، نظيره : قوله تعالى : { ثم شققنا الأرض شقاً } [ عبس : 26 ] الآية والصدع بمعنى الشق لأنه يصدع الأرض فتنصدع ، به فكأنما قال تعالى : والأرض ذات النبات . وقال مجاهد : ذات الطرق التي تصدعها المشاة ، وقيل : ذات الحرث لأنه يصدعها ، وقيل : ذات الأموات لإصداعهم عنها للنشور . قال الرازي : واعلم أنه تعالى كما جعل كيفية خلقة الحيوان دليلاً على معرفة المبدأ والمعاد ، ذكر في هذا القسم كيفية خلقة النبات فقوله تعالى : { والسماء ذات الرجع } كالأب ، وقوله تعالى : { والأرض ذات الصدع } كالأمّ وكلاهما من النعم العظام ، لأنّ نعم الدنيا موقوفةٌ على ما ينزل من السماء مكرّراً ، وعلى ما ينبت من الأرض كذلك .

ثم أردف هذا القسم بالمقسم عليه وهو قوله تعالى : { إنه لقول فصل } .