{ لإيلاف قُرَيْشٍ } متعلقٌ بقولِه تعالَى ( فليعبدُوا ) ، والفاءُ لما في الكلامِ منْ مَعْنى الشَّرطِ ؛ إذِ المعَنْى أنَّ نِعمَ الله تعالَى عليهمْ غيرُ محصورةٍ ، فإنْ لَمْ يعبدُوه لسائرِ نعمهِ فليعبدُوه لهذِه النعمةِ الجليلةِ . وقيلَ : بمضمرةٍ ، تقديرُهُ : فعلنَا مَا فعلنَا منْ إهلاكِ أصحابِ الفيلِ لإيلافِ الخ . وقيلَ : تقديرُهُ أعْجَبُوا لإيلافِ الخ . وقيلَ : بمَا قَبْلَهُ منْ قولِه تعالَى : { فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مأْكُولِ } [ سورة الفيل ، الآية 5 ] ويؤيدُهُ أنهُمَا في مُصْحفِ أُبَي سورةٌ واحدةٌ بلاَ فصلٍ ، وَالمَعْنى أهلكَ مَنْ قصدَهُم منَ الحبشةِ ليتسامعَ النَّاسُ بذلكَ فيتهيبُوا لَهُمْ زيادةَ تهيبٍ ، ويحترمُوهم فضلَ احترامٍ ، حَتَّى ينتظَم لهُمْ الأمنُ في رحلتيِهمْ ، فَلاَ يجترئُ عليهمْ أحدٌ . وكانتْ لقريشٍ رحلتانِ : يرحلونَ في الشتاءِ إلى اليمنِ ، وفي الصيفِ إِلى الشامِ ، فيمتارونَ ويتجرونَ ، وكانُوا في رحلتيِهمْ آمنينَ ؛ لأنَّهُم أهلُ حرمِ الله تعالَى ، وولاةُ بيتِه العزيزِ ، فَلاَ يُتَعرضُ لهُمْ ، والنَّاسُ بينَ مُتخطَّفٍ ومنهوبٍ . وَالإيلافُ منْ قولِكَ آلفتْ المكانَ إيلافاً إذا أَلفْتَهُ ، وقُرِئَ لإلافِ قُريشٍ أيْ لمؤالفتِهمْ ، وقيلَ : يقالُ ألفتُهُ إلفاً وإلافاً ، وَقُرِئَ لإلفِ قريشٍ ، وقريشٌ ولدُ النَّضْرِ بنِ كنَانَةَ ، سُمُّوا بتصغيرِ القِرشِ ، وهُوَ دابةٌ عظيمةٌ في البحرِ تعبثُ بالسفنِ وَلاَ تُطَاقُ إِلاَّ بالنارِ ، والتصغيرُ للتعظيمِ ، وقيلَ : منَ القَرْشِ ، وهُوَ الكسبُ ؛ لأنهمْ كانُوا كسَّابينَ بتجاراتِهمْ وضربِهمْ في البلادِ .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.