إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{وَيۡلٞ لِّكُلِّ هُمَزَةٖ لُّمَزَةٍ} (1)

مقدمة السورة:

مكية ، وآيها تسع .

{ وَيْلٌ } مبتدأٌ ، خبرُهُ { لكُلّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ } وساغَ الابتداءُ بِه معَ كونِه نكرةً لأنهُ دعاءٌ عليهم بالهلكةِ ، أو بشدةِ الشرِّ ، والهَمْزُ : الكسرُ كالهزمِ ، واللمزِ : الطعنُ كاللهزِ ، شَاعا في الكسرِ مِنْ أعراضِ النَّاسِ والطعن فيهمْ . وبناء فُعَلةٍ للدلالةِ عَلى أنَّ ذلكَ منْهُ عَادةٌ مُستمرةٌ قَد ضَرَى بَها ، وكذلكَ اللُّعَنةُ والضُّحَكَةُ . وقُرِئَ ( لكُلِّ هُمْزةٍ لُمْزةٍ ) بسكونِ الميمِ ، وهُوَ المسخرةُ الذي يأتي بالأضاحيكِ فيضحكُ منْهُ ويُستهزأُ بهِ . وقيلَ : نزلتْ في الأخنسِ بْنِ شُرَيقٍ ، فإنَّهُ كانَ ضارياً بالغِيْبةِ والوقيعةِ ، وقيلَ : في أميةَ بنِ خَلَفٍ ، وقيلَ : في الوليدِ بْنِ المغيرةِ واغتيابِه لرسولِ الله صلى الله عليه وسلم ، وغضه مِنْ جنابِه الرفيعِ ، واختصاصُ السببِ لا يستْدِعي خصوصَ الوعيدِ بهمِ ؛ بلْ كلُّ منْ اتصفَ بوصفهِم القبيحْ فلَهُ ذنوبٌ منْهُ مثلُ ذنوبِهم .