إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{۞يَوۡمَ تَأۡتِي كُلُّ نَفۡسٖ تُجَٰدِلُ عَن نَّفۡسِهَا وَتُوَفَّىٰ كُلُّ نَفۡسٖ مَّا عَمِلَتۡ وَهُمۡ لَا يُظۡلَمُونَ} (111)

{ يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ } ، منصوب برحيم وما رُتِّب عليه ، أو باذكر وهو يوم القيامة ، يوم يقوم الناسُ لرب العالمين . { تجادل عَن نَّفْسِهَا } ، عن ذاتها تسعى في خلاصها بالاعتذار لا يُهِمّها شأنُ غيرها ، فتقول : نفسي نفسي . { وتوفى كُلُّ نَفْسٍ } ، أي : تعطى وافياً كاملاً ، { مَّا عَمِلَتْ } ، أي : جزاءَ ما عملت بطريق إطلاقِ اسمِ السبب على المسبَّب إشعاراً بكمال الاتصالِ بين الأجزية والأعمال ، وإيثارُ الإظهار على الإضمار لزيادة التقريرِ وللإيذان باختلاف وقتي المجادلةِ والتوفيةِ ، وإن كانتا في يوم واحد ، { وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ } ، لا يُنقَصون أجورَهم ، أو لا يعاقبون بغير موجب ، ولا يُزاد في عقابهم على ذنوبهم .