إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{وَإِذۡ قَتَلۡتُمۡ نَفۡسٗا فَٱدَّـٰرَ ٰٔتُمۡ فِيهَاۖ وَٱللَّهُ مُخۡرِجٞ مَّا كُنتُمۡ تَكۡتُمُونَ} (72)

{ وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْسًا } منصوبٌ بمُضْمر كما مرت نظائرُه ، والخطابُ لليهود المعاصِرين لرسول الله صلى الله عليه وسلم وإسنادُ القتلِ والتدارُؤ إليهم لما مر من نسبة جنايات الأسلاف إلى الأخلاف توبيخاً وتقريعاً ، وتخصيصُهما بالإسناد دون ما مر من جناياتهم لظهور قُبْحِ القتلِ وإسناده إلى الغير أي اذكروا وقت قتلِكم نفساً محرمة .

{ فادّارأتم فِيهَا } أي تخاصمتم في شأنها إذ كلُّ واحد من الخصماء يدافع الآخرَ ، أو تدافعتم بأن طرَح كلُّ واحد قتلها إلى آخرَ ، وأصلُه تَدارأتم فأُدغمت التاءُ في الدال واجتُلبت لها همزةُ الوصل .

{ والله مُخْرِجٌ ما كُنتُمْ تَكْتُمُونَ } أي مظهر لما تكتمونه لا محالة ، والجمعُ بين صيغتي الماضي والمستقبل للدلالة على الاستمرار ، وإنما أُعمِلَ ( مُخرجٌ ) لأنه حكايةُ حالٍ ماضية .