ولما قسمت القصة شطرين تنبيهاً على النعمتين : نعمة العفو عن التوقف عن الأمر ونعمة البيان للقاتل بالأمر الخارق ، {[33]}وتنبيهاً على أن لهم بذلك تقريعين : أحدهما بإساءة الأدب في الرمي بالاستهزاء والتوقف عن الامتثال والثاني على قتل النفس وما تبعه ، ولو رتبت ترتيبها في الوجود لم يحصل ذلك{[34]} ، وقدم الشطر الأنسب لقصة السبت اتبعه الآخر{[35]} . وقال الحرالي : قدم نبأ قول موسى عليه السلام على ذكر تدارئهم في القتيل ابتداء بأشرف القصدين من معنى التشريع الذي هو القائم على أفعال الاعتداء وأقوال الخصومة - انتهى .
فقال تعالى { وإذ } أي واذكروا إذ ، {[3140]} وأسند القتل إلى الكل والقاتل واحد لأن ذلك عادة العرب ، لأن عادة القبيلة المدافعة عن أحدهم{[3141]} فقال { قتلتم نفساً } فأقبل عليهم بالخطاب توبيخاً لهم وإشارة إلى أن الموجودين{[3142]} منهم راضون بما مضى من أسلافهم وأن من ودّ شيئاً كان من عملته .
{[3143]}ولما كانوا قد أنكروا القتل سبب عنه قوله مشيراً إلى إخفائه بالإدغام{[3144]} { فادارأتم فيها } {[3145]}أي تدافعتم فكان كل فريق منكم يردّ القتل إلى الآخر فكان لكم بذلك ثلاثة آثام : إثم الكبيرة وإثم الإصرار وإثم الافتراء بالدفع ؛ {[3146]}قال الكلبي : وذلك قبل نزول القسامة في التوراة ، كأنه يشير إلى ما أذكره عنها قريباً .
ولما كان فعلهم في المدارة فعل غافل عن إحاطة علم الخالق سبحانه قال يحكي حالهم إذ ذاك{[3147]} { والله } {[3148]}أي والحال أن الذي له الأمر كله{[3149]} { مخرج } بلطيف صنعه وعظيم شأنه { ما كنتم تكتمون * }{[3150]} وفي تقديمه أيضاً زيادة تبكيت لهم بتوقفهم{[3151]} في ذبح بقرة أمروا بذبحها لمصلحة لهم عظيمة بعد مبادرة بعضهم إلى قتل إنسان مثله بعد النهي الشديد عنه .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.