غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{وَإِذۡ قَتَلۡتُمۡ نَفۡسٗا فَٱدَّـٰرَ ٰٔتُمۡ فِيهَاۖ وَٱللَّهُ مُخۡرِجٞ مَّا كُنتُمۡ تَكۡتُمُونَ} (72)

67

{ وإذ قتلتم نفساً } خوطبت الجماعة لوجود القتل فيهم { فادارأتم فيها } فاختلفتم واختصمتم في شأنها لأن المتخاصمين يدرأ بعضهم بعضاً أي يدفعه ويزحمه ، أو ينفي كل واحد منكم القتل عن نفسه ويضيفه إلى غيره أو يدفع بعضكم بعضاً عن البراءة ويتهمه . وأصله تدارأتم أدغمت التاء في الدال فاحتيج إلى همزة الوصل ، ويحتمل أن يرجع الضمير في { فيها } إلى القتلة المعلومة من قتلتم .

{ والله مخرج } مظهر لا محالة ما كتمتم من أمر القتيل . وقد حكي ما كان مستقبلاً في وقت التدارؤ كما حكي الحاضر في قوله { وكلبهم باسط ذراعيه } [ الكهف : 18 ] فلهذا صح عمل اسم الفاعل . وهذه الجملة معترضة ، وفيها دليل على جواز عموم النص الوارد على السبب الخاص ، لأن هذا يتناول كل المكتومات . وفيها دليل على أن الله لا يحب الفساد ، وأنه سيجعل إلى زواله سبيلاً ، وأن ما يسّره العبد من خير أو شر ودام ذلك منه فالله سيظهره ، ويعضده قوله صلى الله عليه وسلم " إن عبداً لو أطاع الله من وراء سبعين حجاباً لأظهر الله ذلك على ألسنة الناس " وكذلك المعصية .

/خ74