الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{وَإِذۡ قَتَلۡتُمۡ نَفۡسٗا فَٱدَّـٰرَ ٰٔتُمۡ فِيهَاۖ وَٱللَّهُ مُخۡرِجٞ مَّا كُنتُمۡ تَكۡتُمُونَ} (72)

أخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد في قوله { وإذ قتلتم نفسا فادارأتم فيها } قال : اختلفتم فيها { والله مخرج ما كنتم تكتمون } قال : ما تغيبون .

وأما قوله تعالى : { والله مخرج ما كنتم تكتمون }

أخرج ابن أبي حاتم والبيهقي في شعب الإيمان عن المسيب بن رافع قال : ما عمل رجل حسنة في سبعة أبيات إلا أظهرها الله ، وما عمل رجل سيئة في سبعة أبيات إلا أظهرها الله ، وتصديق ذلك كتاب الله { والله مخرج ما كنتم تكتمون } .

وأخرج أحمد والحاكم وصححه والبيهقي عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لو أن رجلا عمل عملا في صخرة صماء لا باب فيها ولا كوة خرج عمله إلى الناس كائنا ما كان " .

وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد والبيهقي عن عثمان بن عفان قال : من عمل عملا كساه الله رداءه ، وإن خيرا فخير وإن شرا فشر .

وأخرج البيهقي من وجه آخر عن عثمان قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من كانت له سريرة صالحة أو سيئة أظهر الله عليه منها رداء يعرف به . قال البيهقي : الموقوف أصح " .

وأخرج أبو الشيخ والبيهقي وضعفه عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه " من المؤمن ؟ قالوا الله ورسوله أعلم . قال : المؤمن الذي لا يموت حتى يملأ الله مسامعه مما يحب ، ولو أن عبدا اتقى الله في جوف بيت إلى سبعين بيتا على كل بيت باب من حديد لألبسه الله رداء عمله حتى يتحدث به الناس ويزيدون . قالوا : وكيف يزيدون يا رسول الله ؟ قال : لأن التقي لو يستطيع أن يزيد في بره لزاد . ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من الكافر ؟ قالوا : الله ورسوله أعلم . قال : الكافر الذي لا يموت حتى يملأ الله مسامعه مما يكره ، ولو أن فاجرا فجر في جوف بيت إلى سبعين بيتا على كل بيت باب من حديد لألبسه الله رداء عمله حتى يتحدث به الناس ويزيدون . قالوا : وكيف يزيدون يا رسول الله ؟ قال : لأن الفاجر لو يستطيع أن يزيد في فجوره لزاد " .

وأخرج ابن عدي عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " إن الله مرد كل امرئ رداء عمله " .

وأخرج البيهقي عن ثابت قال : كان يقال لو أن ابن آدم عمل بالخير في سبعين بيتا لكساه الله تعالى رداء عمله حتى يعرف به .

وأخرج ابن أبي الدنيا والبيهقي عن سعيد بن المسيب قال : الناس يعملون أعمالهم من تحت كنف الله ، فإذا أراد الله بعبد فضيحة أخرجه من تحت كنفه فبدت عورته .

وأخرج ابن أبي الدنيا والبيهقي عن أبي إدريس الخولاني رفعه قال : لا يهتك الله عبدا وفيه مثقال حبة من خير .

وأخرج ابن أبي شيبة عن إبراهيم قال : لو أن عبدا اكتتم بالعبادة كما يكتتم بالفجور لأظهر الله ذلك منه .