قوله عز وجل : { وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْساً فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا } يعني من قتل الإسرائيلي ؟ الذي قتله ابن أخيه ، وفي سبب قتله قولان :
أحدهما : لبنت له حسناء ، أحب أن يتزوجها .
والثاني : طلباً لميراثه ، وادعى قتله على بعض الأسباط .
وفي قوله تعالى : { . . . فَادَّارَأْتُم فيها } ثلاثة أوجه :
أحدها : أنّ الَّدْرءَ الاعوجاج ، ومنه قول الشاعر :
أمسكت عنهم درء الأعادي *** وداووا بالجنون من الجنون
والثاني : وهو المشهور ، أن الدرء المدافعة ، ومعناه أي تدافعتم في القتل ، ومنه قول رؤبة بن العجاج :
أدركتها قدام كل مدره *** بالدفع عني درء كل منجه
والثالث : معناه اختلفتم وتنازعتم ، قاله السدي ، وقيل إن هذه الآية وإن كانت متأخرة في التلاوة ، فهي متقدمة في الخطاب على قوله تعالى : { وَإِذْ قَالَ مَوسَى لِقَومِهِ إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُم } الآية . لأنهم أُمِرُوا بذبحها ، بعد قتلهم ، واختلفوا في قاتله .
قوله تعالى : { وَاللهُ مُخْرِجٌ مَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ } أي والله مظهر ما كنتم تُسِرّون من القتل ، فعند ذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم : " لَو أَنَّ أَحَدَكُم يَعْمَلُ في صَخْرَةٍ صَمَّاءَ لَيْسَ لَهَا بَابٌ ، لأَخْرَجَ اللهُ عَمَلَهُ " {[151]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.