إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{وَكَمۡ أَهۡلَكۡنَا قَبۡلَهُم مِّن قَرۡنٍ هَلۡ تُحِسُّ مِنۡهُم مِّنۡ أَحَدٍ أَوۡ تَسۡمَعُ لَهُمۡ رِكۡزَۢا} (98)

وقوله تعالى : { وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مّن قَرْنٍ } وعدٌ لرسول الله صلى الله عليه وسلم في ضمن وعيدِ الكفرة بالإهلاك وحثٌّ له عليه الصلاة والسلام على الإنذار ، أي قَرْناً كثيراً أهلكنا قبل هؤلاء المعاندين وقوله تعالى : { هَلْ تُحِسُّ مِنْهُمْ مّنْ أَحَدٍ } استئنافٌ مقرِّرٌ لمضمون ما قبله ، أي هل تشعُر بأحد منهم وترى { أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزاً } أي صوتاً خفيفاً ، وأصلُ الرِكْز هو الخفاءُ ومنه رَكَز الرمحَ إذا غَيَّب طرفه في الأرض ، والرِّكازُ المالُ المدفونُ المخفيُّ ، والمعنى أهلكناهم بالكلية واستأصلناهم بحيث لا يُرى منهم أحدٌ ولا يسمع منهم صوتٌ خفيّ .

ختام السورة:

عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : « من قرأ سورة مريمَ أُعطِي عشرَ حسناتٍ بعدد من كذّب زكريا وصدّق به ويحيى وعيسى وسائرَ الأنبياءِ المذكورين فيها ، وبعدد مَنْ دعا الله تعالى في الدنيا ومن لم يدْع الله تعالى » .