محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{وَأَدۡخِلۡ يَدَكَ فِي جَيۡبِكَ تَخۡرُجۡ بَيۡضَآءَ مِنۡ غَيۡرِ سُوٓءٖۖ فِي تِسۡعِ ءَايَٰتٍ إِلَىٰ فِرۡعَوۡنَ وَقَوۡمِهِۦٓۚ إِنَّهُمۡ كَانُواْ قَوۡمٗا فَٰسِقِينَ} (12)

ثم أشار تعالى إلى آية خارقة غير العصا ، آتاه إياها ، بقوله : { وَأَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاء مِنْ غَيْرِ سُوءٍ } أي آفة كبرص { فِي تِسْعِ آيَاتٍ } أي غيرها تؤتاها ، إذا جحد فرعون رسالتك . وهي ضرب ماء النهر بالعصا فينقلب دما . وإصعاد الضفادع على أرض مصر . وضرب التراب فتمتلئ الأرض قملا . وإرسال الجراد عليهم . والوباء الشديد . وإصابة أجسادهم بالقروح والدمامل والبثور . وإهلاك حصادهم بالبرد الشديد . وتغشيتهم بظلام كثيف ، على ما روي . وفي { تسع } . أوجه : أحدها أنها حال ثالثة ، أي تخرج أية في تسع آيات . والثاني أنها متعلقة بمحذوف ، أي اذهب في تسع . والثالث أن يتعلق بقوله { وألق عصاك } { وأدخل يدك } أي في جملة تسع آيات . و ( في ) بمعنى ( مع ) { إِلَى فِرْعَوْنَ } أي مرسلا بها إلى فرعون { وَقَوْمِهِ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ } أي خارجين عن الحدود ، في الكفر والعدوان . وهذا تعليل للإرسال .