{ وأدخل } : أمر بما يترتب عليه من ظهور المعجز العظيم ، لما أظهر له معجزاً في غيره ، وهو العصا ، أظهر له معجزاً في نفسه ، وهو تلألؤ يده كأنها قطعة نور ، إذا فعل ما أمر به .
وجواب الأمر الظاهر أنه تخرج ، لأن خروجها مترتب على إدخالها .
وقيل : في الكلام حذف تقديره : وأدخل يدك في جيبك تدخل ، وأخرجها تخرج ، فحذف من الأول ما أثبت مقابله في الثاني ، ومن الثاني ما أثبت مقابله في الأول .
قال قتادة : { في جيبك } : قميصك ، كانت له مدرعة من صوف لا كمين لها .
وقال ابن عباس ، ومجاهد : كان كمها إلى بعض يده .
وقال السدي : في جيبك : أي تحت إبطك .
والظاهر أن قوله : { في تسع آيات إلى فرعون } متعلق بمحذوف تقديره : اذهب بهاتين الآيتين : { في تسع آيات إلى فرعون } ، ويدل عليه قوله بعد : { فلما جاءتهم آياتنا مبصرة } ، وهذا الحذف مثل قوله :
أتوا ناري فقلت منون أنتم *** فقالوا الجن قلت عموا ظلاماً
وقلت إلى الطعام فقال منهم *** فريق يحسد الإنس الطعاما
وقال الزمخشري : ويجوز أن يكون المعنى : وألق عصاك ، وأدخل يدك ، في { تسع آيات } ، أي في جملة تسع آيات .
ولقائل أن يقول : كانت الآيات إحدى عشرة ، ثنتان منها : اليد والعصا ، والتسع : الفلق ، والطوفان ، والجراد ، والقمل ، والضفادع ، والدم ، والطمسة ، والجذب في بواديهم ، والنقصان من مزارعهم . انتهى .
فعلى الأول يكون العصا واليد داخلتين في التسع ، وعلى الثاني تكون في بمعنى مع ، أي مع تسع آيات .
وقال ابن عطية : { في تسع آيات } متصل بقوله : { ألق ، وأدخل } ، وفيه اقتضاب وحذف تقديره : تمهد ذلك وتيسر لك في جملة تسع آيات وهي : العصا ، واليد ، والطوفان ، والجراد ، والقمل ، والضفادع ، والدم ، والطمس ، والحجر ؛ وفي هذين الأخيرين اختلاف ، والمعنى : يجيء بهنّ إلى فرعون وقومه .
وقال الزجاج : في تسع آيات ، أي من تسع آيات ، كما تقول : خذ { لي } عشراً من الإبل فيها فحلان ، أي منها إلى فرعون ، أي مرسلاً إلى فرعون . انتهى .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.