( فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ ) أي : فرجعوا سالمين مما خوفوا به ، وهرب منهم عدوهم وأمِنُوا .
وقيل : إنهم اشتروا أدَماً وزبيباً ، فربحوا فيه ، وأقاموا ثلاثاً بحمراء الأسد " وهي على ثمانية أميال من( {[11248]} ) المدينة( {[11249]} ) " ( {[11250]} ) .
وقال السدي : لما انصرف أبو سفيان وأصحابه عن أحد ندموا إذ( {[11251]} ) لم يستأصلوا أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ويقتلوهم ، وأداروا الرأي في الرجوع ، فقذف الله عز وجل في قلوبهم الرعب ، فهزموا فلقوا أعرابياً ، وجعلوا له جعلاً ، وقالوا له : إذا لقيت محمداً وأصحابه ، فأخبرهم أنا قد جمعنا( {[11252]} ) لهم ، فأخبر الله عز وجل نبيه صلى الله عليه وسلم بذلك ، فخرج في طلبهم حتى بلغ حمراء الأسد ، فلقوا أعرابياً هنالك( {[11253]} ) فأخبرهم ما قال له أبو سفيان من الكذب والتخويف ، فقالوا : ( حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الوَكِيلُ ) ، أي : كافينا الله ونعم الكافي( {[11254]} ) .
قال ابن عباس رضي الله عنه : كان آخر قول إبراهيم صلى الله عليه وسلم حين ألقي في النار : [ حسبي الله ونعم الوكيل ]( {[11255]} ) " فالناس الأول هو الأعرابي ، والثاني أبو سفيان وأصحابه " ( {[11256]} ) .
وقال ابن عباس رضي الله عنهما : وافى( {[11257]} ) [ أبو س ]فيان( {[11258]} ) عيراً( {[11259]} ) واردة المدينة ببضاعة لهم ، فسألهم أبو سفيان ووعدهم ، وقال لهم : إن لقيتم محمداً وأصحابه ، فأخبروهم أني جمعت لهم جموعاً كثيرة خوفاً منه أن يتبعه النبي صلى الله عليه وسلم ، ففعلت العير ذلك ، فأنزل الله عز وجل الآية( {[11260]} ) .
فالناس الأول [ أهل ] العير( {[11261]} ) ، والثاني أبو سفيان( {[11262]} ) وأصحابه .
وقال مجاهد : كان النبي صلى الله عليه وسلم قد واعد( {[11263]} ) أبا سفيان ، وأصحابه من عام قابل من عام أحد : اللقاء( {[11264]} ) بدر( {[11265]} ) الصغرى ، قال أبو سفيان : موعدكم ببدر حيث قتلتم أصحابنا( {[11266]} ) .
فانطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم بموعده حتى أتوا بدراً الصغرى فوافقوا( {[11267]} ) السوق فيها ، ولم يأت المشركون فابتاعوا مما كان في السوق فذلك قوله : ( فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ ) يعني الأجر ( وَفَضْلٍ لَّمْ( {[11268]} ) يَمْسَسْهُمْ [ سُوءٌ ] )( {[11269]} ) وهي غزوة بدر الصغرى( {[11270]} ) .
قال مجاهد : فالفضل ما أصابوا في التجارة( {[11271]} ) .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.