إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{أَلَمۡ يَرَوۡاْ كَمۡ أَهۡلَكۡنَا قَبۡلَهُم مِّنَ ٱلۡقُرُونِ أَنَّهُمۡ إِلَيۡهِمۡ لَا يَرۡجِعُونَ} (31)

{ أَلَمْ يَرَوْاْ } أي : ألم يعلمُوا وهو معلَّقٌ عن العمل في قوله تعالى :{ كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ منَ القرون } ؛ لأنَّ كم لا يعملُ فيها ما قبلها وإنْ كانتْ خبريَّةً ؛لأنَّ أصلَها الاستفهامُ خلا أنَّ معناه نافذٌ في الجُملةِ كما نفذَ في قولك :ألم تَرَ إنَّ زيداً لمنطلقٌ وإن لم يعملْ في لفظه { أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لاَ يَرْجِعُونَ } : بدلٌ من كم أهلكنا على المعنى أيْ :ألم يروا كثرةَ إهلاكِنا من قبلهم من المذكُورين آنِفاً ومن غيرهم كونهم غير راجعين إليهم . وقرئ بالكسرِ على الاستئنافِ . وقرئ : " ألم يَرَوا من أهلكنا " والبدلُ حينئذٍ بدلُ اشتمالٍ .