إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{إِن كَانَتۡ إِلَّا صَيۡحَةٗ وَٰحِدَةٗ فَإِذَا هُمۡ خَٰمِدُونَ} (29)

{ إِن كَانَتْ } أي : ما كانتْ الأخذةُ أو العقوبةُ { إِلاَّ صَيْحَةً واحدة } صاحَ بها جبريلُ عليه السَّلامُ . وقرئ إلاَّ صيحةٌ بالرَّفعِ على أنَّ كانَ تامَّةٌ . وقرئ إلا زَقيةً واحدةً من زَقَا الطَّائرُ إذا صاحَ . { فَإِذَا هُمْ خامدون } :ميِّتُون شُبِّهوا بالنَّارِ الخامدةِ رَمْزاً إلا أنَّ الحيَّ كالنَّارِ السَّاطعةِ في الحَرَكةِ والالتهابِ والميِّتُ كالرَّمادِ قال لَبيدٌ : [ الطويل ]

وَمَا المرءُ إلاَّ كالشَّهاب وضوئِه *** يحورُ رَمَاداً بعدَ إذْ هُو ساطعُ{[680]}


[680]:ورد في ديوانه (ص 169)، وحماسة البحتري (ص 84)؛ والدرر (2 / 53)؛ ولسان العرب (4/217) (حور) وبلا نسبة في شرح الأشموني (1/110).