إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{وَجَعَلُواْ ٱلۡمَلَـٰٓئِكَةَ ٱلَّذِينَ هُمۡ عِبَٰدُ ٱلرَّحۡمَٰنِ إِنَٰثًاۚ أَشَهِدُواْ خَلۡقَهُمۡۚ سَتُكۡتَبُ شَهَٰدَتُهُمۡ وَيُسۡـَٔلُونَ} (19)

{ وَجَعَلُوا الملائكة الذين هُمْ عِبَادُ الرحمن إناثا } بيانٌ لتضمن كفرِهم المذكورِ لكفرٍ آخرَ ، وتقريعٌ لهم بذلكَ وهو جعلُهم أكملَ العبادِ وأكرمَهم على الله عزَّ وجلَّ أنقصَهُم رأياً وأخسَّهُم صِنفاً . وقُرِئ عبيدُ الرحمنِ ، وقُرِئ عبد الرحمن على تمثيل زلفاهم ، وقرئ أُنُثاً وهُو جمعُ الجمعِ . { أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ } أي أحضرُوا خلقَ الله تعالى إيَّاهم فشاهدُوهم إناثاً حتى يحكموا بأنوثتِهم ، فإنَّ ذلكَ مما يُعلم بالمشاهدةِ ، وهو تجهيلٌ لهُم وتهكُّمٌ بهم . وقُرِئ أَأَشهِدُوا بهمزتينِ مفتوحةٍ ومضمومةٍ وآأُشهدوا بألفٍ بنيهُما . { سَتُكْتَبُ شهادتهم } هذه في ديوانِ أعمالِهم { وَيُسْألُونَ } عنها يومٍ القيامةِ . وقُرِئ سيكتُبُ وسنكتبُ بالياءِ والنونِ . وقُرئ شهاداتُهم . وهيَ قولُهم إنَّ لله جزءاً وإن له بناتٍ وأنها الملائكةُ . وقُرِئ يُساءلونَ من المساءلةِ للمبالغةِ .