إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{وَفِي خَلۡقِكُمۡ وَمَا يَبُثُّ مِن دَآبَّةٍ ءَايَٰتٞ لِّقَوۡمٖ يُوقِنُونَ} (4)

{ وَفِي خَلْقِكُمْ }أي من نطفةٍ ثم من علقةٍ متقلبةٍ في أطوارٍ مختلفةٍ إلى تمامِ الخلقِ { وَمَا يَبُثُّ مِن دَابَّةٍ } عطفٌ على المضافِ دونَ المضافِ إليه أي وفيمَا ينشرُه ويفرّقُه من دابةٍ .

{ آيات } بالرفعِ على أنَّه مبتدأٌ خبرُهُ الظرفُ المقدمُ . والجملةُ معطوفة على ما قبلَها من الجملةِ المصدرةِ بإنَّ وقيلَ : آياتٌ عطفٌ على ما قبلَها من آياتٍ باعتبارِ المحلِّ عندَ من يُجوِّزُه وقُرِئ آيةٌ بالتوحيدِ ، وقرئ آيات بالنصب عطفاً على ما قبلها من اسم إنَّ والخبر هو الخبر كأنه قيل : وإن في خلقكم ما يبث من دابة آياتٍ { لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ } أي من شأنِهم أنْ يُوقنوا بالأشياءِ على ما هيَ عليهِ .