{ يا أيها الذين آمنوا لاَ تُحَرّمُوا طيبات مَا أَحَلَّ الله لَكُمْ } أي ما طاب ولذ منه ، كأنه لمّا تضمّن ما سلف من مدح النصارى على الترهّب وترغيب المؤمنين في كسر النفس ورفض الشهوات ، عقّب ذلك بالنهي عن الإفراط في الباب ، أي لا تمنعوها أنفسكم كمنع التحريم أو لا تقولوا حرمناها على أنفسنا مبالغةً منكم في العزم على تركها تزهداً منكم وتقشفاً . وروي ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وصف القيامة لأصحابه يوماً فبالغ وأشبع الكلام في الإنذار فرقّوا واجتمعوا في بيت عثمانَ بنِ مظعونٍ ، واتفقوا على ألا يزالوا صائمين قائمين وألا يناموا على الفُرش ، ولا يأكلوا اللحم والودَك{[187]} ، ولا يقرَبوا النساء والطيِّب ، ويرفضوا الدنيا ويلْبَسوا المُسوح{[188]} ، ويَسيحُوا في الأرض ، ويجُبُّوا مذاكيرَهم{[189]} ، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لهم : «إني لم أومر بذلك ، إن لأنفسكم عليكم حقاً ، فصوموا وأفطروا ، وقوموا وناموا ، فإني أقوم وأنام ، وأصوم وأُفطر ، وآكلُ اللحم والدسم ، وآتي النساء ، فمن رغِب عن سنتي فليس مني » فنزلت ) . { وَلاَ تَعْتَدُوا } أي لا تتعدوا حدود ما أحل لكم إلى ما حرم عليكم ، أو ولا تسرفوا في تناول الطيبات ، أو جَعَلَ تحريمَ الطيبات اعتداءً وظلماً ، فنهى عن مطلق الاعتداء ليدخُل تحته النهيُ عن تحريمها دخولاً أولياً لوروده عَقيبه ، أو أريدَ ولا تعتدوا بذلك { إِنَّ الله لاَ يُحِبُّ المعتدين } تعليل لما قبله .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.