{ أُحِلَّ لَكُمُ } الخطاب للمُحْرمين { صَيْدُ البحر } أي ما يصاد في المياه كلها بحراً كان أو نهراً أو غديراً ، وهو ما لا يعيش إلا في الماء مأكولاً أو غير مأكول { وَطَعَامُهُ } أي وما يُطْعَم من صيده ، وهو تخصيص بعد تعميم والمعنى أحل لكم التعرّضُ لجميع ما يصاد في المياه والانتفاعُ به ، وأكلُ ما يؤكل منه وهو السمك عندنا ، وعند ابن أبي ليلى جميعُ ما يصاد فيه ، على أن تفسير الآية عنده أحل لكم صيدُ حيوانِ البحر وأن تَطْعَموه ، وقرئ ( وطُعْمه ) ، وقيل : صيدُ البحر ما صيد فيه ، وطعامُه ما قذفه أو نَضَب عنه { متاعا لكُمْ } نُصِب على أنه مفعول له مختص بالطعام كما أن ( نافلة ) في قوله تعالى : { وَوَهَبْنَا لَهُ إسحاق وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً } [ الأنبياء ، الآية 72 ] حالٌ مختصة بيعقوبَ عليه السلام ، أي أحل لكم طعامه تمتيعاً للمقيمين منكم يأكلونه طرياً { وَلِلسَّيَّارَةِ } منكم يتزودونه قَديداً ، وقيل : نُصب على أنه مصدر مؤكِّد لفعل مقدر ، أي متّعكم به متاعاً ، وقيل : مؤكد لمعنى ( أُحل لكم ) فإنه في قوة متّعكم به تمتيعاً كقوله تعالى : { كتاب الله عَلَيْكُمْ } [ النساء ، الآية 24 ] { وَحُرّمَ عَلَيْكُمْ صَيْدُ البر } وقرئ على بناء الفعلِ للفاعل ونصْبِ ( صيدَ البر ) ، وهو ما يُفْرِخُ فيه وإن كان يعيش في الماء في بعض الأوقات كطير الماء { مَا دُمْتُمْ حُرُماً } أي محرمين ، وقرئ بكسر الدال من دامَ يدامُ ، وظاهرُه يوجب حرمة ما صاده الحَلالُ على المُحرم وإن لم يكن له مَدْخلٌ فيه ، وهو قول [ ابن ] عمرَ وابن عباس رضي الله عنهم . وعن أبي هريرة وعطاءٍ ومجاهدٍ وسعيدِ بنِ جُبير رضي الله عنهم أنه يحلُّ له أكلُ ما صاده الحلالُ وإن صاده لأجله إذا لم يُشِرْ إليه ولم يُدلَّ عليه ، وكذا ما ذبحه قبل إحرامِه وهو مذهبُ أبي حنيفة ، لأن الخِطاب للمحرمين ، فكأنه قيل : وحرم عليكم ما صِدتُّم في البر فيَخرُج منه مَصيدُ غيرهم ، وعند مالك والشافعي وأحمد لا يباح ما صِيدَ له { واتقوا الله } فيما نهاكم عنه أو في جميع المعاصي التي من جملتها ذلك { الذي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ } لا إلى غيره حتى يُتَوهَّمَ الخلاصُ من أخذه تعالى بالالتجاء إليه .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.